خذو عني - لا لعودة نور!
مع اقتراب موعد منافسات دورة الالعاب العربية المقررة في مصر الشهر المقبل تعالت الأصوات مجدداً داخل الحدود وخارجها بضم لاعبين واستبعاد آخرين وفق الأهواء والقناعات الشخصية ومن دون أن يكون لتلك المطالبات ما يبررها في كثير من الأحيان, خصوصاً أن العناصر التي يمتلكها المنتخب حالياً تجعل المطالبة بعودة بعض اللاعبين المستبعدين تشويشاً لا يخدم مسيرة المنتخب في المرحلة المقبلة.
وبالأمس طالب أحدهم بضرورة الاستعانة بخدمات محمد نور في البطولة العربية, بداعي أنه اللاعب «الأهم» في الملاعب السعودية, معتبراً أن غيابه عن قائمة المنتخب يفتقد الى الانصاف في ظل حاجة المنتخب السعودي الى لاعب بخبرة نور في المرحلة المقبلة, وحقيقة لا أعلم ما هو مبرر المطالبة بعودة نور الى المنتخب, خصوصاً أن الحاجة الفعلية لوجوده باتت لا تذكر بوجود لاعبين شبان يؤدون الواجبات بفعالية وجدية ربما تفوق ما لدى لاعب بمزاجية محمد نور المتقلبة.
اتفق مع صاحب الرأي في أن نور بات أهم اللاعبين السعوديين في المواسم الخمسة الأخيرة, لكنني أعارض مطالبته برجوع اللاعب الى صفوف المنتخب مجدداً, على اعتبار أن نور أخذ فرصته كاملة وكانت المحصلة النهائية في غير مصلحة اللاعب والمنتخب معاً, فضلاً عن أن قائد الاتحاد المشاكس بشهادة أنصار ناديه لا يؤدي بالقميص الأخضر بالمستوى نفسه الذي يظهره في مباريات ناديه، وهذا ما يجعلنا نطالب بتقويم اللاعب وفق مجهوداته مع المنتخب، لأن التجارب برهنت على أن براعة اللاعبين مع أنديتهم ليست دليلاً على امكان تفوقهم في الدفاع عن ألوان المنتخب.
ولعل من أهم الأسباب التي قادت المنتخب السعودي الى تحقيق نتائج لافتة في بطولة كأس الأمم الآسيوية الأخيرة الأجواء الصحية التي سادت معسكر التدريبات, والعلاقة الجيدة التي ربطت اللاعبين ببعضهم بعضاً, ما سهل مهمة الجهازين الفني والاداري في التعامل مع عناصر المنتخب طوال فترة وجودهم في المعسكر, وهو الأمر الذي افتقده المنتخب السعودي سابقاً بوجود لاعبين مزاجيين من أمثال محمد نور, خصوصاً أن تعكير أجواء المعسكرات بالمشكلات وعدم الانضباط من شأنه أن يشتت أذهان اللاعبين ويشغلهم عن أداء واجباتهم بالدرجة المطلوبة.
ويبقى أن الحرص على وجود لاعب مؤثر في صفوف المنتخب يجب ألا ينسينا أهمية أن يسود النظام والانضباط في المعسكرات, لأن الفوضى من شأنها أن تحول بين المنتخب وبين الاستفادة من قوة عناصره, وكثيراً ما تسببت المحاباة للاعب مشاغب أو مكروه بين زملائه في التأثير على أجواء المعسكرات عموماً ومن ثم غياب الروح والجدية في المباريات.