السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
لا ينفع الندم على اللبن المسكوب ! و الصبر جميل .. لكن ليس في جميع الأوقات !
إنجلترا التي تعتبر موطن كرة القدم الحديثة قد تغيب للمرة الاولى عن البطولة منذ بطولة 1984 في إسبانيا .. فمالذي كان ينقص دولة يعتبر دوري بلادها المرتبة الأولى بين بقية دوريات العالم للوصول للبطولة الأكبر في اوروبا ؟
عدة مشاكل أعتقد عانى منها المنتخب الإنجليزي , فرغم إعتقاد الجميع أن البطاقة الاولى ستكون محجوزة للإنجليز و الصراع سيكون بين الدب الروسي و الكروات على البطاقة الثانية ! .. لكن الفريقين أثبتا علو كعبها .. و فازا على الانجليز في مباراتيهما على أرض ملعبهما !
البداية كانت قوية بالفوز على أندروا المتواضع بخماسية ! و من ثم فازت بتواضع على مقدونيا بـ 1/0 .. أول نقطة خسرها الأسود كانت أمام مقدونيا و في إنجلترا ! .. التعادل بدون أهداف شكل صدمة للمنتخب و عشاقه .. الإنجليز سافروا لكرواتيا على أمل تعويض خسارة نقطتي مقدونيا .. لكن الخسارة جاءت بهدفين مقابل لاشيء .. و بفضيحة كان أبطالها نيفل و بول روبينسون في الهدف الثاني للكروات !
و لم يستطع الإنجليز الوقوف على أقدامهم مرة أخرى و عادوا بالتعادل السلبي من أرض الكيان الصهيوني .. و انتظروا حتى المباراة السادسة ليحققوا فوزهم الثالث في التصفيات على أندروا بثلاثة أهداف نظيفة !
و حقق بعد هذه المباراة المنتخب الانجليزي 5 In Row بنتيجة 3/0 .. حيث فازت على إستونيا مرتين و على الكيان الصهيوني و روسيا ..
حتى هذه المرحلة كانت إنجلترا قادرة على التأهل .. و دخلت مباراة روسيا بفارق 5 نقاط و لكن بمباراة اضافية لعبها الإنجليز .. و فوز إنجلترا كان سيقطع الطريق أمام روسيا بنسبة كبيرة .. و في تصريح ماكلارين قبل المباراة قال ان الضغط لن يكون على المنتخب الإنجليزي .. بل ان الضغط سيكون على الروس !
لن أتطرق للمباراة و تبعاتها مثل اللعب على أرضية بلاستيكية أو الاصابات المتلاحقة .. لأن الفريق محترف .. و يجيب أن يتكيف على الظروف .. و من يريد الفوز بمثل هذه البطولات عليه أن يجد بديلاً كلاعبه الأساسي ! و لكن التطرق يجب أن يكون لجميع مبارايات المنتخب .. فهو أضاع نقطتين ثمينيتين في الأرض أمام مقدونيا و خارج الارض ضد الكيان الصهيوني !
لكن هنالك عدة أسباب :
أولاً : دور المدرب :
ستيف ماكلارين في إعتقادي لا يستحق تدريب المنتخب الانجليزي .. فهو يفتقد لعدة عوامل يجب على المدرب إكتسابها و لعل أبرزها هي الخبرة التدريبية .. فخبرته لا تتعدى مساعدة فيرجيرسون في اليونايتد .. و مساعدة اريكسون في تدريب المنتخب و في الوقت ذاته تدريب فريق ميدلزبرة !
كذلك الشخصية القوية يفتقدها ماكلارين .. و هي مطلوبة جداً أمام إعلام إنجليزي كبير .. فقد يعصف الإعلام بمدرب و يقيله من منصبه !
ثانياً : تشكيلة المنتخب :
التشكيلة التي يختارها ماكلارين دائماً ماتكون تضم عدد من " الحرس القديم " .. فلا حاجة لديفيد جيمس أو سول كامبل أو ايميل هيسكي .. ربما الأخيرين أثبتا نفسهما عند غياب جون تيري و مايكل أوين .. لكن إنجلترا تزخر بعدد كبير من اللاعبين الشبان اللذين يحلمون بالانضمام للمنتخب الإنجليزي !
فمثلاً حارسي المرمى ديفيد جيمس و بول روبينسون .. أخذا فرصتيهما الكاملة .. و لم يعد لها أي شيء من الممكن تقديمه للمنتخب ! بينما نشاهد اسبوعيا تألق روبرت غرين و سكوت كارسون و كريس كيركلاند و بين فوستر ( مصاب حالياً ) .. و في ظل تمني كاسبر شمايكل الحصول على الجنسية الإنجليزية و التعبير عن حلمه باللعب لمنتخب الأسود .. فإنني لا أجد لروبينسون المتخبط أصلا في مبارايات الدوري مع فريقه توتنهام أو ديفيد جيمس اللذي دائما ماتكون له مواقف يأخذه فيها الحماس ..
ثالثأ : الأندية الإنجليزية :
كما ذكرت سابقاً .. فإن إنجلترا تتمتع بأحد أقوى دوريات العالم إن لم يكن أقواهم ! ففي هذه الحالة الأندية يجب أن تكون رافد يدر بالاعبين على المنتخب .. بينما نحن نلاحظ عدم رغبة الأندية الانجليزية و لا حتى الاوروبية في جلب اللاعبين الإنجليز لإرتفاع قيمتهم بشكل كبير .. حيث تبلغ أربعة أضعاف قيمة اللاعب الاخر .. و كما نلحظ قيام بعض المدربين بجلب اللاعبين من بلدانهم .. لا أقول من سبيل المحاباة .. لكن نادي أرسنال مثلاً .. يشكل رافد أساسي لمنتخب فرنسا ! .. بينما لا يوجد فيه أي لاعب دولي عدا ثيو والكوت ( لا يستدعى للمنتخب حالياً ) .. بينما ليفربول و بشكل أقل من أرسنال يعتمد على كتيبة إسبانية .. و هذا ماقد يستدعى من الفيفا تنفيذ إقتراح بلاتر بالزام الأندية بإشراك 5 لاعبين مواطنين على الأقل في كل فريق ! فبعض الأندية بدأت تفقد هويتها !
الأسباب قد تتعد .. و لكن بجلب مدرب محنك و ذو شخصية قوية و النظر في تشكيلة المنتخب و وضع ضوابط ستكون في مصلحة المنتخب !
التأهل لا زال ممكن حتى الان .. لكن الجولة القادمة ستكون هي الحاسمة .. فانجلترا لعبت مباراة أكثر من كرواتيا و روسيا .. و أمل التأهل للأنجليز ضئيل جداً .. و لا أعتقد انه يتجاوز 10% ..
فالحالة الاولى .. و هي خسارة كرواتيا في المباراة القادمة لها أمام مقدونيا .. و من ثم فوز الانجليز على كرواتيا في الويمبلي بفارق 4 أهداف أو انتظار هدية من منتخب الكيان الصهيوني أو منتخب ليشتنشتاين بتعثر المنتخب الروسي .. و هو ماهو مستبعد .. و لكن تبقى كرة القدم غدارة و النتيجة النهائية في الملعب !
في الختام .. أتمنى تأهل انجلترا لنهائيات البطولة الاوروبية .. فعدم تأهله خسارة للبطولة بحد ذاتها ! .. و لو أن المهمة صعبة .. الا ان اللاعبين هم من وضعوا أنفسهم في هذا الموقف ..
و تقبلوا تحياتي