أكد أن خلافات مسؤولي الأهلي أبعدته عن النادي
بوكير: الكرة السعودية تمتلك مؤهلات العالمية ولكنها تعاني عيباً وحيداً
شدد المدرب الألماني ثيو بوكير الذي خاض تجربة تدريبية مع النادي الأهلي ومن قبله الوحدة السعوديين على أن كل المعطيات المتوفرة للكرة السعودية تؤكد قدرتها على المنافسة عالمياً، وذهب إلى حد التأكيد على أنها قادرة على الذهاب بعيداً نحو مراكز متقدمة جداً في نهائيات كأس العالم شرط أن تأخذ بالمنهج الألماني في إطار عملها.
وركز بوكير الذي حاورته "الوطن" عبر الهاتف خلال فترة تواجده القصيرة في ليبيا في إطار مفاوضات كانت ترمي لتعاقده مع أهلي طرابلس الليبي لم تكلل بالنجاح بسبب عدم ملاءمة بيئة ومناخ العمل في النادي له حسب ما أكد وسيط التعاقدات الليبي علي عتيق، على أن التدخلات في عمل المدرب تبقى أكبر العلل التي تعاني منها الكرة السعودية، مفنداً مبررات إلغاء تعاقده مع الأهلي، ومتحدثاً بكثير من الامتنان عن تجربته مع نادي الوحدة.
* تواجدت لفترة قصيرة في ليبيا بغية التعاقد مع أهلي طرابلس الليبي، لكنك لم توقع على الرغم من الاستقبال الحافل الذي وجدته من جماهير النادي؟
ـ حرصت شخصياً على الحضور إلى طرابلس للاطلاع على مناخ العمل والأجواء التي سأعمل فيها، ووضعت 4 شروط تتعلق بتوفر بيئة ملائمة للعمل لم أتوصل لاتفاق بشأنها مع مسؤولي النادي ولذلك وضعنا حداً للمفاوضات.
* ما هي هذه الشروط؟
ـ شروط تتعلق كما ذكرت ببيئة ومناخ العمل.
* هل وجدت في الكرة الليبية ما يغريك للعمل فيها حتى حضرت إلى طرابلس؟
ـ حضرت إلى طرابلس للتعرف أكثر وعن قرب على الكرة الليبية، وتوصلت إلى قناعة بأنها أفضل بكثير من الفكرة السائدة عنها لديكم في السعودية مثلاً، صحيح أنها ليست أفضل من الكرة السعودية، لكنها كرة جيدة وتمتلك أساسيات التطور.
* تجربتك الأخيرة مع الأهلي السعودي انتهت قبل أوانها، وتعددت المبررات التي ذكرت حول أسباب فسخ الارتباط، فما هي الأسباب الحقيقية من وجهة نظرك؟
ـ المشكلة كانت في مسؤولي النادي، فبعضهم ومنهم الرئيس كان يؤيد بقوة وجودي، وكان حريصاً على عملي مع الفريق، لكن بعض المسؤولين الآخرين المؤثرين في النادي كانوا من الأساس ضد قدومي لأن ارتباطي مع النادي تم دون علم منهم، والتباين في وجهات نظر الطرفين، وخلافاتهما بشأني أدى لإنهاء ارتباطي مع النادي.
* لكنك على المستوى الفني لم تقدم للأهلي ما يؤيد استمرارك، ولم تحقق معه ذات النجاح الذي حققته مع الوحدة؟
ـ استلمت الأهلي في ظل غياب 13 لاعباً من أفضل لاعبيه كانوا ملتزمين بصفوف المنتخبين السعوديين الأول والأولمبي، كما تعاقد رئيس النادي أحمد مرزوقي مع لاعبين برازيليين لم أكن موافقاً على التعاقد معهما، وبالتالي في ظل غياب 13 لاعباً محلياً، ووجود لاعبين محترفين غير مفيدين لي لم أكن قادراً على العمل، وعملياً لم يكن لدي فريق للعمل عليه.
* لو كان هؤلاء المحليون الدوليون موجودين معك فإلى أين كنت ستذهب بالأهلي؟
ـ كنت سأحقق بطولة على الأقل مع الأهلي.. في الموسم الماضي وبلاعبين متوسطين في الوحدة نجحنا بالوصول إلى المركز الثالث في الدوري، وكنا من أفضل فرق المسابقة تقديماً للعروض القوية، وهذا تحقق لأنني كنت أدير الفريق وأحضر الأجانب الذين أحتاجهم، ولم يكن الرئيس يتدخل في عملي بل كان يخدمني في كل ما أطلبه.
وبالتالي ففي ظل هذه المعطيات حققت الوصول للمركز الثالث، وهذا يعني لو أنني عملت مع 13 لاعباً دولياً ومحترفين أجانب من اختياري في الأهلي فإن تحقيق البطولة لم يكن صعباً أو مستحيلاً.
* تغازل الوحدة وأنت تتحدث عن أجواء إيجابية للعمل فيه، إذاً ما الذي دفعك للتخلي عنه والتحول إلى الأهلي؟
ـ لم أكن قادراً على مواصلة السفر اليومي بين جدة ومكة، خصوصاً وأن هذا السفر كان يتم غالباً في الليل.
الأجواء في الوحدة كانت رائعة، هناك رئيس متفهم، ولاعبون حريصون على التطور، لكن المشكلة الأساسية كانت في إقامتي بعيداً في جدة وسفري اليومي المرهق بين المدينتين واضطراري للتعامل في الطريق مع سائقين يقودون بتهور.
* هناك شرط جزائي في عقدك مع الأهلي، وقيل إنك طالبت بالحصول على قيمته، أين وصلتم في هذا الصدد؟
ـ أحب التأكيد على أن انفصالي عن الأهلي تم بهدوء ودون إشكالات وكل الأمور المتعلقة بالعقد تتم معالجتها بكثير من الود والتفاهم.
* إدارة الوحدة تجد نفسها بين الحين والآخر مضطرة للتنازل عن بعض لاعبي الفريق الذي عملت معه، وتجد كثيراً من المعارضين لتوجهها هذا، فما رأيك؟
ـ الكرة السعودية عبرت منذ فترة إلى عالم الاحتراف، وفي هذا العالم يبدو التنازل عن عقود اللاعبين والتعاقد مع غيرهم أمراً وارداً بل ومطلوباً، ويجب على الوحداويين أن يعوا هذا الأمر جيداً وأن يتعاملوا معه بكل قبول.
* عايشت الكرة السعودية لاعباً ومدرباً، ترى ما الذي ينقصها لتحقق خطوات أهم في توجهها نحو العالمية؟
ـ الكرة السعودية متخمة بالأندية الرائعة واللاعبين الجيدين، لكن ينقصها الاحتراف والتخصص، وينقصها أبجدية بالغة الأهمية تتعلق بعدم التدخل في عمل المدرب، فالجميع هنا مدربون ويتدخلون في عمل المدربين ابتداء من الرئيس مروراً بأعضاء الأجهزة الإدارية والإعلاميين والجماهير وحتى مسؤول الملابس يتدخل أحياناً في عمل الأجهزة الفنية.
الكرة السعودية بحاجة لترك المدربين ليقدموا ما لديهم دون تدخل، المشكلة أن الجميع في السعودية طيبون وحريصون على أن يقدموا خدماتهم، لكن التداخل وغياب التخصص يعرقل تقدم كرتهم.
* المنتخب السعودي لم ينجح خلال 3 محاولات أخيرة في عبور الدور الأول لنهائيات كأس العالم، ترى ما الذي ينقص هذا المنتخب؟
ـ في السعودية كل أساسيات تطور الكرة موجودة، هناك بنية تحتية رائعة، وهناك ملاعب على أعلى مستوى، وهناك لاعبون موهوبون، وهناك مال وفير، لكن المطلوب فقط أن يدار العمل باحترافية وحينها لن يصل المنتخب السعودي الدور الثاني وحسب، بل سيصل كذلك حدود المنافسة على كأس البطولة أو مراكزها المتقدمة.
يتحدث البعض عن ضرورة خوض المنتخب مباريات قوية، وهذا مهم، لكن الأهم أكثر أن يعي الرياضي السعودي معنى الاحتراف الذي يعني الالتزام بنظام غذائي وبنظام للنوم والتدريب.
على الرياضي السعودي أن يعي أن عمله هو الرياضة، وأنه محترف في غذائه وسهره ونومه، يجب أن يقتنع أنه محترف بحق حتى يصل إلى العالمية.
وعلى الرياضي السعودي أن يعي أنه كما يطالب بحقوقه ومرتباته ومقدم عقده ومكافآته عليه أن يلتزم بواجباته حيال سهره ونومه وغذائه وتدريبه وراحته.
وعلى إدارة الكرة السعودية أن تعمل بالمنهج الألماني الصارم في متابعة اللاعب في نظامه الغذائي ونظام نومه وتدريبه، وهذا التدريب لا يكفي أن يتم على فترة واحدة كما يحدث حالياً، بل على فترتين يومياً على أقل تقدير، كما يجب عليها أن تقر فترة صيفية أطول من الحالية حتى لا يرهق اللاعبون، وحتى ينالوا فترة تكفي لاسترداد طاقتهم، وحينها أنا واثق من قدرة الكرة السعودية على الحضور العالمي لأنها تمتلك كل مقوماته الأخرى.
صحيفة الوطن