~¤¦§¦¤~حصـــ نشأة صقر قريش ـــريً~¤¦§¦¤~

الآن مع موضوع مميز جديد مع بطل من أبطال التاريخ إنه عبدالرحمن الداخل




انبسطت مدينة الرصافة في بادية تدمر و امتدت مبانيها الجميلة من الشمال إلى الجنوب على شكل مستطيل و نشرت الحدائق و البساتين بساطا اخضر حولها و كأنه سياج يحمي المدينة.

و أعجب الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك بالرصافة فجعلها مقرا لخلافته. إذ أراد أن يكون قريبا من العراق ليتولى شانه مثلما أراد أن يشرف على ديار الشام و هو يجاورها.

و في هذه المدينة الجميلة ولد عبد الرحمن بن معاوية فعاش في قصر الخليفة هشام بن عبد الملك ينعم برغيد العيش و بهجة الطفولة. ترعرع عبد الرحمن في ظل جده هشام بعد أن توفي والده تاركا شقيقين.

لم يشعر عبد الرحمن بمرارة اليتم و جده هشام يرعاه و يضفي على شخصه كل ما يحتاج إليه من حنان الأب و دفء الأسرة. لقد رأى في جده عدالة الأموي و رجولته. و أدرك اتساع رقعة الخلافة التي يدير شؤونها جده الخليفة و هو يسعى إلى توطيد سلطته بالعدل و الإنصاف.

و عرف عبد الرحمن أن الخلافة الأموية التي بنى دعائمها معاوية بن أبي سفيان ما زالت راسخة البنيان بفضل قوة جده. و على الرغم من حقد الهاشميين الذين أرادوا هدم الكيان الأموي ليستعيدوا الخلافة.

نشا عبد الرحمن في القصر بين أخويه و أعمامه و أبناء أعمامه فورث تقاليد الأسرة الأموية و اكتسب عاداتها و أخلاقها. و كان يفخر بامويته التي تعتز بمجد معاوية بن أبي سفيان.

و ساءه أن يكيد الهاشميون للأمويين و هم أولاد عم. أدرك عبد الرحمن في طفولته ذلك الحقد الذي يملا صدور الأمويين على الهاشميين و الهاشميين على الأمويين. و كان عبد الرحمن يسمع كل ما يحاك ضد الأمويين و أتباع جده يأتونه بالأخبار كل يوم.

و لم يكن أمام هشام بن عبد الملك من شاغل سوى هذه الاضطرابات التي عكرت عليه الأجواء.فقام هشام على حماية الدولة الأموية من أعدائها في الخارج و الداخل. و عاش هشام بقية حياته يوسع أطراف الدولة إلى أن توفي سنه 743م. فتولى بعده الحكم الوليد بن يزيد.

بعد ذلك بدأت الأمور تتعقد بالنسبة للأمويين إذ تمكن العباسيون من السيطرة على الحكم. مما جعل عبد الرحمن الداخل يفر إلى المغرب الأقصى لان العباسيون كانوا يلاحقون الأمراء الأمويين للقضاء عليهم .

استطاع عبد الرحمن الداخل الذي لقب بصقر قريش من الحصول على تأييد القبائل الامازيغية في المغرب الأقصى . كما حصل على تأييد أمراء الأندلس له فقام باستيلاء على الحكم و أنشا دولة أموية جديدة بالأندلس.

و بعد انتصاره هذا على الفهري كبر حكم عبد الرحمن فأراد توسيع رقعة الدولة الأموية في الأندلس فحارب بعض المماليك المسيحية فانشأ بذلك دعائم الدولة الأموية الجديدة بالأندلس.